الإسفنج والطحالب لعلاج الإيدز والأورام
يبذل العلماء جهودا مضنية من أجل الحصول على أدوية فعالة للقضاء على مرض الإيدز والالتهاب الكبدي " سي " سواء عن طريق استخلاصها من منتجات طبيعية ، أم تصنيعها كيميائيا في المعامل .
وأثبتت الأبحاث أن مادة " كستانوسبرمين " من المواد التي تستخدم حاليا لعلاج الإيدز والالتهاب الكبدي " سي " ، وهي مستخلصة من منتجات طبيعية وتم تصنيعها معمليا ، وكفاءتها لا تزيد على 30 % وتوقف هذا المادة عمل أنزيم " جلكوسيز " الذي يساعد على سرعة انتشار الفيروس في الجسم . والجديد في أبحاث علاج الإيدز والأمراض الفيروسية هو التحضير معملياً لمادة من نفس عائلة " كستانوسبرمين " تسمى " لنتجو زين " وتستخلص من الألكالويد وهي مواد كيميائية موجودة في الطبيعة خاصة في الكائنات البحرية مثل الإسفنج والطحالب . ويتم استخلاص هذه المادة من الكائنات البحرية بتكلفة عالية منها ، ما يؤدي إلى ارتفاع سعرها .
وأثبتت الأبحاث أن هذه المادة تعالج الإيدز والأمراض الفيروسية عموماً بكفاءة تصل إلى 65 % وهي نسبة عالية جداً بالمقارنة بالمادة السابقة المستخدمة حالياً .
يقول الدكتور أحمد عمر النزهاوي – الباحث بقسم الكيمياء والمنتجات الطبيعية – الصناعات الصيدلية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة أنه لا يوجد أي تأثير جانبي لهذه المادة على الجسم لأنها مستخلصة من الطبيعة .
وقد تم تحضيرها معمليا عن طريق التعاون بين المركز القومي للبحوث ووزارة البحث العلمي الألماني ممثلة في جامعة كوفستانس ، وذلك باستخدام مواد رخيصة جداً ، وتكنولوجيا من السهل الحصول عليها ، وباستخدام العقار على فئران التجارب أعطى نسبة 65 % .
ويجري استكمال تطبيق العقار بيولوجيا في المراحل المتقدمة ، ثم على المرضى خلال عامين ، ليتم تعميمه فيما بعد ، وقد ثبت أن هذه المادة توقف نشاط أنزيم " جلكوسيز " الذي يساعد على انتشار الفيروس في الجسم ونسبة تأثير العقار الجديد أكبر من العقار المستخدم حالياً " كستانوسبرمين " .
كما تمت تجربة العقار الجديد " لنتجوزين " على الأمراض السرطانية وبعض أنواع السكر ، حيث إنه مفيد كعلاج لأمراض السكر التي لا تعتمد على الأنسولين ، فهي ارتفاع نسبة السكر ( الجلوكوز ) في الدم .
وتقوم هذه المادة بتنشيط خلايا البنكرياس لتفرز الإنزيم المسؤول عن عملية تمثيل المواد الكربوهيدراتية في الدم . وبالنسبة للأورام تعمل هذه المادة كمنشط للخلية السرطانية ، وبالتالي عدم انتشار المرض في الجسم .
وتجري حالياً دراسة التأثير البيولوجي المضاد للفيروسات والأورام السرطانية لمجموعة عديدة من المركبات الألكالويد والتي تم تصميمها باستعمال تكنيك " درج ديزاين " .
هذه المركبات مصنعة كيميائيا لتكون مشابهة في التركيب لمواد الطبيعية ، مع إضافة بعض التعديلات الكيميائية التي من المتوقع أن تكون أكثر فاعلية لعلاج الأورام السرطانية والأمراض الفيروسية .
من جانب آخر تجري أبحاث لتحضير مضاد حيوي يتم استخلاصه حالياً بتكلفة عالية ، من خلال طريقة تقلل تكلفته بشكل كبير .
المعروف أن مادتي أتيزوميسن وكودونوبزينية من المضادات الحيوية التي تستخلص من مادة " ستبرتوميسز " التي تستخلص بدورها من أي مادة حيوية عن طريق تخميرها مثل البطاطس أو الخبز .
هاتان المادتان لهما تأثير عال جداً في بعض " البروتوزوا " و " فنجاي " وهما من أنواع البكتيريا التي تصيب الإنسان بصورة عامة مثل التهاب اللوز أو بعد العمليات الجراحية ، حيث تقضي على هذين النوعين من البكتيريا تماماً .
وحاليا يتم استخلاص هاتين المادتين بتكلفة عالية جداً ، وحديثاً تم تحضيرهما معمليا بتكلفة زهيدة جداً ، مما يقلل من سعر المنتج الدوائي ، وذلك بتصنيعها معمليا باستخدام التكنولوجيا الحديثة في صناعة الدواء " التصميم الدوائي " وهو علم حديث يستخدم البرامج المتقدمة في الكمبيوتر للوصول إلى منتج دوائي فعال بأقل التكاليف .
فعلى سبيل المثال بدلا من تصنيع ألف مركب ودراسة تأثيراتها البيولوجيا وهذا مكلف جداً يمكن فقط تصميم عشرة مركبات على الكمبيوتر وهي الأقل فاعلية مع تجنب المركبات الأخرى .
وأمكن بهذه الطريقة تحضير المضاد الحيوي كدونويزنين من مواد أولية رخيصة ، وباستعمال تكنولوجيا حديثة في الكيمياء الدوائية مما يعني بيع الدواء بسعر رخيص . وهذا المركب يعمل على وقف نشاط البكتيريا المسببة للأمراض بأنواعها .
نقلا عن موقع ( طرطوس كوم ) .